الرحمتات

الرحمتات ( الجمعة اليتيمة )


الجمعة اليتمية

لا أدري لما طافت بخاطرتي الجمعة اليتيمة اليوم ربما صمت الجدران أخذني إلي صور من ذكريات الأحباب ومعروف يوم الجمعة يمر ببط خاصة في شهر رمضان .

والجمعة اليتيمة تقليد عند أهلنا بأقاليم السودان المختلفة وهي اخر جمعة في رمضان تشاهد فيها مسرح نشط يرسم ملامحه كل الناس بالحي او القرية أطفال وشباب وشيوخ ونساء وتذبح في هذا اليوم الذبايح للمستطيع ومن لم يستطع بالاشتراك مع الجيران والأحباب والاهل ولا يوجد في هذا اليوم محروم فالمعدم يصله النصيب من الذبايح . يعتقد ً أهلنا بأن الموتى في اخر جمعة من رمضان ينتظرون الرحمة من الأبناء والاهل المتمثله في هذه الذبايح ويسمونها بالرحمتات او الجمعه اليتيمه .
وفي حقيقة الأمر لم أجد لهذه الكلمة تفسير غير أنها ربما قصد بها الرحمة آتية اوالرحمة أتت .
ونحن صغار كنا ندعى لهذه الولائم ونسمع عن الكبار قصص عن أقارب لنا قضى نحبهم قبل إن نشاهدهم ويدعوننا بالرحمة والمغفرة لهم باعتبار إن الأطفال دعواتهم مقبولة وتصل السماء وأنهم لا إثم عليهم لذلك يحظون باهتمام كبير ودعوات بالجملة فما من مكان تجمع لهم إلا وتشاهد صحن من طعام
يلتفون حوله في حلقة كبيرة وأصواتهم تعلو بالشكر والحمد والثناء وانا صغير كثيراً ما رسمت صور لحال الموتى وهم ينتظرون هذه الوجبات التي نتاولها نحن نيابة عنهم فتارة أضع لهم تصور.
تجمهر كبير
كلما تناولنا صحن وصل إليهم حتى شبع كل مرحوم منهم واخذوا يوفرون من الطعام ليوم لا رحمتات فيه
على ما اذكر كان بالحي رجل مفتول العضلات توفى في ريعان شبابه كنت أتخيله وهو يقوم بهضم حقوق الآخرين فاذهب لجدتي أسالها عن هذا المفتول وكيف يأكل بقية الموتى معه
فتقول لي ستقوم الملائكة بسجنه حتى يشبع الجميع وبعد ذلك تطلق سراحه ليأكل هو ايضاً وفتطوف بي ملامحه وهو مقيد بالسلاسل والحديد . تحرسه الملائكة خوفاً على الاخرين
صور كثيرة دارت برأسي هذا اليوم وكيف كنا نمضيه وكيف ستمضي اخر جمعة رمضانية مع هجير الغربة ؟؟؟ .
وفي حقيقة الأمر بالرغم من اندثار هذه الممارسة الي حد ما إلا أنها تظل في الخاطر ومن الممارسات الجميلة التي تحمل قيمة تكافل اجتماعي منقطع النظير ومن الممكن ان يكون لهذا الجو الاحتفالي وداعاً لرمضان واستقبال لايام الفطر والله اعلم


منقووووووووول

تحياتي ياطارق ،وياسلام عليك رجعتنا لي أحلي أيامنا .طبعا بتخيل زمن كل زول يشيل كورتو ويلف علي الأهل ومايخلي ليهو سليقة مايضربا. لكن شفع الزمن دا ماعارفين أي رحمتات ،ديل شفع العولمة الله يديهم العافية.

شكرا على الموضوع الجيد